كشف استطلاع للرأي أن غالبية الشباب العربي يعتقدون أن بلدانهم سارت في الاتجاه الخاطئ خلال العقد الماضي وكان الشباب في بلاد الشام الأكثر تشاؤماً بشأن المنطقة.
وقد أظهر الاستطلاع السنوي لرأي الشباب العربي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً في 16 دولة عربية أن 55 في المئة من المشاركين يعتقدون أن المنطقة قد انزلقت بعيداً عن مسارها في أعقاب ثورات الربيع العربي وظهور داعش.
وكانت النظرة السلبية ملحوظة بشكل أكبر في دول مثل لبنان والأردن، إذ أفاد نحو تسعة من كل عشرة أشخاص من الشباب هناك أنهم غير راضين عن المسار الذي اتخذه بلدهم.
وقد زاد هذا التصور بشكل كبير خلال العامين الماضيين اللذين شهدا تصاعد أزمة اللاجئين في بلاد الشام الناتجة عن الاضطرابات في سوريا والعراق.
وفي عام 2016، عندما طرح الاستطلاع السؤال: "إن أفضل أيامنا ..."، اختار غالبية الشباب في بلاد الشام الإجابة "أمامنا". لكن في الأشهر الـ12 التي تلت ذلك، انخفضت نسبة الأشخاص الذين اختاروا هذه الإجابة إلى 32 في المئة. وفي الاستطلاع الأخير، اختار نحو ثلاثة أرباع الشباب الإجابة "خلفنا".
بالمقارنة، أفاد 91 في المئة من شباب دول مجلس التعاون الخليجي أنهم سعداء بالتقدم الذي أحرزته بلدانهم، وأعرب معظمهم عن تفاؤلهم بالمستقبل.
من جهته، كتب أفشين مولافي، زميل معهد السياسة الخارجية في جامعة جون هوبكنز، في مقال نُشر بالتزامن مع التقرير: "لقد قطعنا شوطاً كبيراً منذ الأيام التي شهدناها في ميدان التحرير، عندما بدا فجر عالم جديد يلوح في الأفق" ... لكن التحول الكبير الذي وعدت به الثورات العربية قد تسبب عوضاً عن ذلك في انحراف كبير".
من جهته، قال الصحافي الأردني أسامة الشريف أن "اليأس بين الشباب يكشف الكثير عن مستقبل هذه المنطقة المهمة والمتقلبة في العالم العربي ... فهو يفسر انطلاق شرارة الربيع العربي في أيامه الأولى على أيدي الشباب المحرومين قبل أن يختطفه الانتهازيون ذوو الدوافع الأيديولوجية".