ميليندا فرينش غيتس تستقيل من منصب الرئيس المشارك لمؤسسة غيتس

يأتي قرار قطع العلاقات من المؤسسة التي شاركت في تأسيسها بعد ثلاث سنوات من طلاقها من بيل غيتس.

تتنحى ميليندا فرينش غيتس عن منصبها كرئيسة مشاركة لمؤسسة بيل وميليندا غيتس للتركيز على أعمالها الخيرية الخاصة التي تدعم النساء والفتيات. ويعد هذا الإعلان لحظة محورية لواحدة من أكبر المنظمات الخيرية في العالم، والتي أدارتها فرينش غيتس مع ملياردير مايكروسوفت، بيل غيتس، الذي كانت متزوجة به حتى عام 2021.

وقالت فرينش غيتس في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي بأن "هذا ليس قراراً قد توصلت إليه باستخفاف"، وأضافت قائلة "إنني فخورة للغاية بالمؤسسة التي بنيتها سوياً مع بيل وبالعمل الاستثنائي الذي تقوم به لمعالجة أوجه عدم المساواة في جميع أنحاء العالم. وإنني أهتم اهتماماً عميقاً بفريق المؤسسة وبشركائنا ما حول العالم وبكل من يتأثر بأعمالها."

وبموجب شروط اتفاقية الطلاق الذي أبرمته مع بيل في عام 2020، سوف تأخذ فرينش غيتس مبلغ 12.5 بليون دولار أمريكي لوضعها نحو النساء والفتيات، وهي القضايا التي كانت قد تزعمتها منذ فترة طويلة في كلتا من المؤسسة ومن خلال أداتها الاستثمارية الخاصة والمبنية على المنظور الجنساني – Pivotal Ventures.

وصرحت لزمن العطاء (Philanthropy Age) في مقابلة أجريت عام 2016 بأنه "إذا كنت ترغب في تحسين حياة الناس في أي مجتمع، فإن تمكين نسائه هو مكان جيد للبدء"، وألحقت موضحة "إن التركيز على النساء والفتيات هو أكثر الطرق المباشرة لضمان أن تصبح الأسر أكثر صحة وازدهاراً، وأن يتحقق تقدم اقتصادي أكبر في كل نواحي العالم." 

وفي بيان استقالتها، أشارت فرينش غيتس إلى أن "هذه لحظة حرجة للنساء والفتيات في الولايات المتحدة وحول العالم – وأن أولئك الذين يناضلون من أجل حماية وتقدم المساواة هم في حاجة ماسة إلى الدعم".

"هذه لحظة حرجة للنساء والفتيات في الولايات المتحدة وحول العالم – وأن أولئك الذين يناضلون من أجل حماية وتقدم المساواة هم في حاجة ماسة إلى الدعم".

ميليندا فرينش غيتس

تشرح ميليندا فرينش غيتس عند إطلاق تقرير حراس المرمى لعام 2023 الصادر عن مؤسسة غيتس لماذا تكون صحة المرأة هي الخطوة الأولي الحاسمة لضمان تمتع النساء في جميع أنحاء العالم بالقوة الاقتصادية.

وأعلنت خريجة علوم الحاسوب، التي انضمت إلى مايكروسوفت في عام 1986 حيث التقت بزوجها المستقبلي، وبالمؤسس المشارك لما كانت آنذاك شركة ناشئة سريعة النمو، إن السابع من يونيو سوف يكون آخر يوم لها في المؤسسة.

وبإطلاق المؤسسة في عام 2000، عندما تقاعد بيل جيتس من مايكروسوفت، فلقد هزت BMGF التي تتخذ من سياتل مقراً لها كل أرجاء قطاع الأعمال الخيرية فوراً، واكتسبت سمعة بفضل نهجها القائم على البيانات والخارج عن المألوف للقضاء على الأمراض وللتحديات الإنمائية المعقدة الطويلة الأمد مثل سوء التعقيم، ووفيات الأطفال، والجوع، والفقر.

وقد كانت المؤسسة لاعباً رئيسياً في مكافحة شلل الأطفال، الذي يوجد الآن في بلدين فقط (باكستان وأفغانستان)، واستثمرت بكثافة في الأبحاث والعلاجات لمكافحة كلا من السل وفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز المنتقلين بالملاريا، وكانت من كبار ممولي اللقاحات التي تساعد على ترويض جائحة كوفيد-19.

في الآونة الأخيرة، حولت BMGF انتباهها إلى أزمة المناخ، واستثمرت في الزراعة المقاومة للمناخ وفي تعزيز الطاقة النظيفة، وهذا فضلاً عن الاستجابة للأزمات الإنسانية وجهود التمويل الرامية للحد من سوء التغذية.

وفي غضون ذلك، مولت العديد من المنظمات غير الربحية بمنطقة الخليج، بما في ذلك زمن العطاء (Philanthropy Age) وسيركل (Circle)، وعملت بشكل وثيق مع صندوق بلوغ الميل الأخير في أبو ظبي لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، كما دخلت في شراكة مع البنك الإسلامي للتنمية (IsDB) والحكومات الإقليمية حول صندوق العيش والمعيشة – وهي مبادرة لمكافحة الفقر.

وفي شهر أبريل، بينما كان بيل غيتس يزور المملكة العربية السعودية، أعلن فريقه أنهم سيفتتحون مكتبهم الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرياض لدعم الشراكات الجديدة بين الحكومة والقطاع الثالث في مجالي الصحة والمجتمع المدني.

image title

وفي بيان عاطفي إلى موظفي المؤسسة البالغ عددهم 2,000 موظف، أفصح المدير التنفيذي مارك سوزمان: "إنني أدرك أن هذه أخبار حزينة للغاية، وأننا جميعا بحاجة إلى وقت لاستيعابها. وأن العديد منكم قد عمل عن كثب مع ميليندا أو قد انجذبوا إلى المؤسسة بسبب قيادتها العالمية، ولا سيما في مجال المساواة بين الجنسين، وكذلك بسبب قدرتها على ربط أعمالنا مع الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم."

وأضاف مفصحاً: "أعرف كم تكون ميليندا محبوبة هنا. وهذه أخبار صعبة بالنسبة لي أيضاً. إذ مثلكم، فأنا معجب حقاً بميليندا، وسوف أفتقد بشدة العمل معها والتعلم منها."

وأعرب سوزمان بأن المؤسسة، والتي يتوقع لها أن تدفع رقماً قياسياً قدره 9 بليون دولار في شكل منح هذا العام، سوف يتم تسميتها قدماً باسم مؤسسة غيتس.

وقال بيل، الذي سوف يكون من الآن الرئيس الوحيد للمنظمة: "بصفتها مؤسساً مشاركاً ورئيساً مشاركاً، فإن ميليندا قد كانت مجدة في تشكيل استراتيجياتنا ومبادراتنا، مما أثر بطريقة ملحوظة على الصحة العالمية والمساواة بين الجنسين. ويؤسفني أن أراها تغادر، ولكنني واثق من أنه سيكون لها تأثير ضخم في أعمالها الخيرية المستقبلية." - PA