وُلد ستيف سوسبي ونشأ في بلدة جامعية صغيرة في الغرب الأوسط الأمريكي ولم يكن يعرف سوى القليل عن الشرق الأوسط، إذ يقول إنه لم يلتق بعربي قط حتى بدأ دراسة العلوم السياسية في جامعة كينت في أوهايو.
زار سوسبي الضفة الغربية وقطاع غزة لثلاثة أسابيع خلال سنته الجامعية الثالثة، وعاد مجدداً إلى فلسطين بعد تخرجه في عام 1989، لكن هذه المرة كصحافي مستقل كرس قلمه للكتابة والتوعية بمحنة أولئك الرازحين تحت وطأة العنف خلال الانتفاضة الأولى.
وكان لقاء سوسبي بالطفل منصور ذي الـ10 سنوات الذي فقد ساقيه ويده في انفجار قنبلة إسرائيلية بالقرب من منزله في الخليل الحدث الذي غيّر كل شيء.
إدرك سوسبي أن كتابة تقرير إخباري عن منصور لن يكون كافياً أبداً، وسرعان ما وجد نفسه يتخذ خطوات غيّرت حياته - وحياة الكثيرين معه - وقادته إلى تأسيس جمعية إغاثة أطفال فلسطين (PCRF)، المنظمة الإنسانية الحاصلة على العديد من الجوائز التي تقدم الدعم للأطفال المرضى والجرحى من جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ويتذكر سوسبي تلك اللحظة التي التقى بها بمنصور فيقول: "رأيت هذا الطفل على كرسي متحرك من دون رجليه فلم استطع الاكتفاء بكتابة تقرير يروي قصته والمضي قدماً [في حياتي]". ويضيف قائلاً: "لم أكن أعرف ماذا كنت أفعل ... لكن إن لم أقم بشيء ما، مَن سيفعل؟"
واليوم وبعد ثلاثة عقود على هذا اللقاء، أصبحت جمعية إغاثة أطفال فلسطين منظمة غير حكومية متعددة الجنسيات تنتشر مكاتبها في 25 دولة. وبينما يشغل سوسبي، البالغ من العمر 58 عاماً، منصب الرئيس، توظف الجمعية أيضاً رئيساً تنفيذياً هو عماد نصر الدين ولديها مجلس استشاري وفريق عالمي مؤلف من أكثر من 60 شخصاً، فضلاً عن مجموعة ضخمة من المتطوعين الطبيين من الولايات المتحدة وكندا واليابان ومصر وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وسويسرا وغيرها من الدول.