"لا توجد موارد كافية للتصدي لجميع المشاكل التي يواجهها عالمنا اليوم. ولذلك عليك أن تُحدث أكبر تأثير ممكن بما هو متاح لديك مستعيناً بالابتكار وبالقيام بالأشياء بشكل مختلف". هذا هو الكتاب المقدس لقطاع العمل الخيري وفقاً لجيمس تشين، الذي يحب استخدام مصطلح "العمل الخيري الطموح" لوصف منهجه في العطاء - والمخاطر التي ينطوي عليها هذا النهج.
ويضيف تشين قائلاً: "بدون الاحتمالات الواقعية للفشل، وبدون تحمل المخاطر التي تكتنف اختبار الأفكار غير التقليدية، لن نتمكن أبداً من تحقيق تحوّل نوعي في القضايا المعقدة التي يسعى كلٌ منا لحلها".
يحب روّاد العطاء في أغلب الأحيان الحديث عن المخاطرة والابتكار من أجل توسيع نطاق الحلول. غير أن تشين ترجم الأقوال إلى أفعال من خلال التزامه بتحسين صحة العيون في أفريقيا.
توسعت خطة تشين التجريبية لتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في رواندا والتي تم تقديمها بالتوازي مع توزيع نظارات منخفضة التكلفة لتصبح جزءاً من نظام وطني تم اعتماده على مستوى المنطقة، ما أدى إلى إطلاق حملة عالمية تكللت العام الماضي بإصدار قرار للأمم المتحدة بهذا الخصوص.
ولد تشين في آسيا (هونج كونج) ونشأ في أفريقيا (نيجيريا) حيث كان والده يعمل، ثم درس في الولايات المتحدة وحصل على درجة البكالوريوس في علم السلوك من جامعة شيكاغو. واليوم، يعيش تشين بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهونغ كونغ، ويرأس مجموعة ’واهوم‘ القابضة Wahum Group التابعة للعائلة ويدير ’ليجاسي أدفايزرز‘ Legacy Advisors Ltd، وهو مكتب عائلي أنشأه لإدارة أرباح مجموعة ’واهوم‘، وفي عام 2019 حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة باث.
إنها مسافة بعيدة جداً عن المصنع الذي بدأ فيه جده تشين زاو مين مشواره المهني في شنغهاي حيث عمل كمتدرب في صناعة المينا عندما كان يبلغ من العمر 16 ربيعاً فقط. غير أن تلك البدايات المتواضعة كانت نقطة الانطلاق لنمو عائلة تشين وازدهارها لتصبح فيما بعد إحدى العائلات الثرية جداً - في البداية من خلال المصانع التي افتتحها تشين زاو مين في الصين وهونغ كونغ، ومن ثم بفضل التوسع الذي قامت به العائلة في دول غرب أفريقيا التي كانت قد حصلت على استقلالها للتو مثل غانا ونيجيريا وساحل العاج، والذي قاده آنذاك ابنه روبرت يت-سين تشين.
وخلال مشوار حياته، قدم تشين زاو مين تبرعات خيرية بانتظام للمجتمعات التي تعمل فيها مصانع العائلة ودعم المدارس والمستشفيات ومبادرات الأشغال العامة الأخرى.
أراد روبرت كذلك تقديم العطاء ورد الجميل. وفي أكتوبر من عام 2003، أسس مع زوجته وابنته وابنه المؤسسة الخيرية لعائلة تشين يت-سين لكي يقضي فترة تقاعده في إدارة برنامج للعطاء الاستراتيجي.