بعد أن ناهز التسعين من العمر، تمكّن تشاك فيني أخيراً من تحقيق حلمه في الحياة – وهو أن يصبح مفلساً. ففي شهر سبتمبر من العام 2020، أغلق الملياردير الأميركي أبواب مؤسسته الخيرية 'أتلانتيك فيلانثروبيز' (Atlantic Philanthropies) التي أسسها قبل 38 عاماً ومنحها كامل ثروته، والسبب أن جميع أموالها قد نفدت.
على مدى أربعة عقود من الزمن، عمل فيني، وهو المؤسس لمتاجر تجزئة عملاقة في الأسواق الحرة، على تقديم المنح للمشاريع الاجتماعية والمنظمات الخيرية والجامعات والمؤسسات الإنسانية بهدف منح الجزء الأكبر من ثروته والبالغة قيمتها 8 مليارات دولار لعمل الخير قبل أن يغادر الحياة. ويصف فيني نهجه بأنه "العطاء أثناء الحياة" – فهو قد اختار أن ينفق ثروته على رهانات خيرية ضخمة وجريئة عوضاً عن توجيهها إلى وقف يخلد اسمه وإرثه بعد وفاته.
"لا أراه سبباً كافياً لأن أؤجل عطائي للمستقبل، في الوقت الذي يمكن فيه تحقيق الكثير من الخير الآن من خلال دعم قضايا جديرة بالمساعدة"، هذا ما قاله فيني لأحد الصحفيين الذين قابلهم في العام 2019. وأضاف مازحاً: "فضلاً عن هذا، هناك متعة كبيرة في العطاء خلال حياتك – أكثر من عطائك بعد وفاتك".
وأحد كبار المعجبين بموقف فيني هو وارن بافيت، الملياردير الأميركي الذي أطلق في عام 2010 مبادرة "التعهد بالعطاء" بالتعاون مع بيل وميليندا غيتس بهدف حث أثرياء العالم على التبرع بنصف ثرواتهم لأعمال الخير. وقد وصف فيني بأنه "حجر الزاوية في الإلهام" بالمبادرة.
وأضاف قائلاً: "إنه يمثل قدوة لنا جميعاً .. سوف أحتاج إلى 12 عاماً بعد وفاتي لأنجز ما أنجزه فيني خلال حياته". – PA