صورة بألف كلمة

الكويت تتلقى فيضاً من التعازي برحيل 'أمير الإنسانية'

توفي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في شهر أيلول من عام 2020 عن عمر يناهز 91 عاماً. ومع رحيل الأمير فقدت الدبلوماسية العربية كبير عمدائها وأكثرهم تأثيراً، كما فقد العالم رائداً من أهم رواد السلام والعمل الإنساني.

كان الشيخ الصباح، الذي حكم دولة الكويت منذ عام 2006 وشكّل سياستها الخارجية على مدى 50 عاماً، يمثل صوت التسامح والتعاطف والسلام في منطقة كثرت فيها الصراعات والخلافات. وكان للأمير، الذي عُرف بلقب 'عميد الدبلوماسية العربية'، دور محوري في جمع أطراف النزاع حول مائدة الحوار والمصالحة في العديد من الصراعات ليصبح قدوة في مساعيه التي لم تعرف الكلل لتحقيق الاستقرار والسلام بين الدول.

ترك الأمير الراحل وراءه إرثاً غنياً، قد يكون أعظم ما فيه أعماله الإنسانية التي تركت أثرها في مختلف القضايا وفي نفوس ملايين البشر، سواء على صعيد مساعدة بعض مجتمعات العالم الأكثر فقراً وتهميشاً أو تصدر الاستجابة للكوارث وحشد الدعم لحملات الإغاثة العالمية.

وفي عهده أصبحت دولة الكويت فاعلاً رئيسياً على الساحة الدولية في مجال العمل الإنساني، حيث نشطت في تعبئة الجهود واستقطاب المساعدات الضخمة من المانحين من جميع أنحاء العالم لإغاثة اللاجئين السوريين بعد اندلاع الحرب في بلادهم عام 2011.

image title

وتتصدر الكويت قائمة المانحين للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، الذي يستضيف ما يزيد عن 650,000 لاجئ سوري، كما تعد من أكبر داعمي المفوضية عالمياً. وقد قدمت الكويت أيضاً مساعدات سخية لفلسطين والعراق واليمن، واليابان وتركيا والفلبين، والصومال.

وكان سخاء الشيخ الصباح في دعمه لجهود استجابة الأمم المتحدة للأزمة الإنسانية في سوريا وغيرها بداية نهج لم يكن معهوداً بين الحكومات في المنطقة، التي كانت تقليدياً تفضل العطاء بشكل ثنائي أو تمويل مساعداتها المباشرة. وهكذا، مهّد الأمير الطريق لعلاقات مبنية على تعاون أقوى بين الفاعلين في مجال الاستجابة للطوارئ.

وتقديراً لأعمال الشيخ الصباح الإنسانية، منحته الأمم المتحدة عام 2014 لقب "قائد إنساني"، كما أطلقت على دولة الكويت تسمية مركز عالمي للعمل الإنساني.

في تعليق له خلال حفل تكريم الشيخ الصباح، قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك: "أظهرت الكويت قيادة مثالية في تعاملها وتعاطفها مع العمل الإنساني تحت قيادة سمو أمير الكويت. قد تكون الكويت بلداً صغيراً في مساحته، إلا أن قلبه كبير ورحب".

ولا تُحدث الأعمال الإنسانية التي قام بها الشيخ الصباح على مدى حياته الفرق في حياة الملايين من البشر فحسب، بل لقيت الإعجاب والتقدير من قادة الدول الحاليين والسابقين.

وقد وصف الرئيس الأميركي السابق، جيمي كارتر، الشيخ الصباح في عام 2017 بأنه "قائد عالمي في العمل الإنساني"، مضيفاً: أن "أعماله، سواء في دعم الاستجابة للكوارث، أو إحلال السلام، أو تعزيز الصحة العامة هي مصدر إلهام كبير. ويمكن لقادة العالم أن يتعلموا الكثير من القدوة الحكيمة التي أرساها صديقي الصباح". — PA

اقرأ المزيد