ففي فلسطين، أدت عقود من النزاع الذي طال أمده والركود الاقتصادي وتقييد التجارة وسُبل الوصول إلى الموارد - فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة والفقر - إلى بروز تحديات خطيرة في مجال الأمن الغذائي والتغذية. فثلث الفلسطينيين - أي ما يعادل 1.84 مليون شخص - يعانون من انعدام الأمن الغذائي. كما يعيش 90 بالمئة من لـ1.1 مليون فلسطيني الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة المحاصر.
وعلى الرغم من أن برنامج الأغذية العالمي يقدم حالياً المساعدات الغذائية ودعم سبل العيش لـ 375,000 فلسطيني، إلا الاحتياجات تفوق بكثير التمويل المتوفر. كما يزيد ارتفاع أسعار الغذاء وضعف القوة الشرائية داخل البلاد الوضع تعقيداً.
وتناشد الوكالة الأممية الحصول على 41 مليون دولار إضافية لتمكينها من تقديم المساعدات الغذائية لـ 400,000 فلسطيني خلال الأشهر الستة المقبلة. وفي هذا الإطار، قال سامر عبد الجابر، ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، أن التمويل الحالي سيكون كافياً حتى نهاية أبريل فقط، وفي حال لم يتم الحصول على المزيد من التبرعات، سيضطر البرنامج لإيقاف المساعدات الغذائية لجميع المستفيدين".
ومن شأن إجراء كهذا أن يؤثر على أشخاص مثل عبير زعرب، وهي أم تبلغ من العمر 47 عاماً وتعيش في مدينة خان يونس في قطاع غزة.
كانت عبير تحصل على دخل من والدة زوجها التي تعمل على عربة يجرها حمار لكنه انقطع منذ لم تعد الأخيرة قادرة على العمل وأصبحت عبير تعتمد على القسائم التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي لتأمين الطعام لأسرتها.
وتقول عبير، التي تظهر في الصورة أعلاه: "لدي عشرة أطفال لا يعملون وليس لديهم دخل، لذلك فإنهم يعتمدون علي لتوفير جميع احتياجاتنا من غاز الطهي وتسديد الفواتير وتأمين الطعام". وتضيف عبير قائلة: "تكون بعض الأيام أكثر صعوبة من غيرها لكنني أتدبر أموري. مع ذلك، إذا لم نحصل على القسائم الغذائية فلن يكون لدى الأطفال ما يأكلونه".
وقال عبد الجابر من برنامج الأغذية العالمي لـ ’زمن العطاء‘: "لقد شهدت السنوات الماضية قدراً كبيراً من عدم اليقين، وارتفاعاً حاداً في أسعار المواد الغذائية، وانهياراً في شبكة الأمان الاجتماعي وموجاتٍ من العنف. لقد كانت المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي الشيء الوحيد الذي يعتمد عليه الناس، ولكنها أصبحت في خطر أيضاً".
وأضاف عبد الجابر قائلاً: "الناس يغرقون في الديون، والآباء والأمهات ينامون على معدة خاوية لتوفير القليل من الطعام لأطفالهم. وإلى جانب الصعوبات التي تواجهها العائلات الفلسطينية سيكون أيقاف المساعدات الغذائية أمراً كارثياً".
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حصل على 4.7 مليون دولار في عام 2022 من "حملة المليار وجبة" التي أطلقتها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مما مكنه من تقديم مساعدات غذائية لـ 385,926 فلسطينياً (ما يعادل 65,000 أسرة) في مختلف أنحاء غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقد حصلت كل أسرة على قسيمة غذائية إلكترونية، شبيهة ببطاقات الائتمان، لاستخدامها في المتاجر المحلية من أجل شراء مواد غذائية من اختيارهم مثل منتجات الألبان والبيض والخبز والحبوب الطازجة والمجمدة.