روّاد عطاء هنود يطلقون شبكة جديدة لتحفيز العطاء

’غيفينغ باي‘ تسعى لتشجيع 5,000 عائلة لتوجيه مليار دولار سنوياً للتصدي للقضايا الاجتماعية في الهند بحلول عام 2030

"لقد بين لنا الوباء أهمية إعادة تجديد العمل الخيري الهندي".

رائدة العطاء الهندية روهيني نايلكاني

ضافرت مجموعة من رواد العطاء الهنود البارزين جهودها لإطلاق شبكة أعضاء جديدة من أجل تشجيع الوصول إلى مستويات أعلى وأفضل من العطاء الذي تقدمه العائلات من أجل تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتسعى الشبكة الجديدة - التي أطلق عليها اسم ’غيفينغ باي‘ GivingPi والمتاحة بالدعوة فقط للعائلات الهندية المهتمة بالعطاء وتقديم تبرعات خيرية لا تقل عن 64,000 دولار سنوياً - لتشجيع التعلم والمشاركة بين الأقران، ودعم الاستثمارات المبتكرة، وتحفيز التمويل من أجل زيادة تأثير العطاء وأعمال الخير التي تضطلع بها هذه العائلات.

وتخطط الشبكة لتحقيق هذه الأهداف من خلال تنظيم المحاضرات والاجتماعات وجلسات التواصل وإطلاق مجلة لتثقيف المانحين وإلهامهم وبناء سُبل موثوقة للتواصل مع المنظمات غير الحكومية والجهات الفاعلة الأخرى غير الربحية. ويمكن للأعضاء المقيمين في الهند أو في الخارج الانضمام إلى الشبكة بشرط الالتزام بدعم القضايا داخل الهند.

وتلقت الشبكة، التي يتم احتضانها كمبادرة مستقلة من قبل ’داسرا‘ Dasra، وهي مؤسسة غير ربحية مهتمة بالتعجيل بتحقيق التغيير الاجتماعي يقع مقرها في الهند، تمويلاً أولياً من أشيش ومانيشا داوان ومؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسسة سكول الخيرية.

وفي حديثها عن هذه المبادرة، قالت رائدة العطاء الهندية روهيني نايلكاني، العضو المؤسس لشبكة ’غيفينغ باي‘: "لقد بين لنا الوباء أهمية إعادة تجديد العمل الخيري الهندي بحيث يركز على التمويل المرن والسريع من خلال تبني النُهج الإبداعية".

ويشمل الأعضاء المؤسسون الآخرون والأعضاء أيضاً في منصة سيركل: نيسابا جودرديج، رئيسة شركة جودرديج للسلع الاستهلاكية؛ ونيكيل كاماث، المؤسس المشارك لشركة ’زيرودا‘ وشركة ’ترو بيكين‘؛ ورجل الأعمال في مجال التكنولوجيا راجان نافاني؛ ورائد العطاء المقيم في الولايات المتحدة صني (جوربريت) سينغ؛ وتارا سينغ فاشاني من مؤسسة ماكس إنديا الخيرية.

image title
يوجد في الهند 142 شخصاً من أصحاب المليارات لكن معدلات الفقر والحرمان الاجتماعي لا تزال مرتفعة. الصورة: غيتي إميجيز.

"نسير في هذه الرحلة معاً لتسريع وتيرة التغيير الذي نرغب في رؤيته".

رائد العطاء الهندي راجان نافاني

ويوجد في الهند حالياً 142 شخصاً من أصحاب المليارات ونحو 7,000 شخص من أصحاب الثروات الطائلة في حين ساهم النمو الاقتصادي للبلاد على مدى العقود الأخيرة في تحسين مستويات التنمية البشرية.

لكن لا تزال هناك تحديات عديدة. فما زالت البلاد تعاني من معدلات سوء تغذية مرتفعة (أكثر من ثلث الأطفال الهنود يعانون من التقزم) ومن تدني النتائج التعليمية (أقل من نصف الأطفال في الصف الثالث فقط يمكنهم قراءة نص لمستوى الصف الأول)، بينما لا يزال ملايين الأشخاص يعيشون في أحياء فقيرة ويتمتعون بوصول محدود للخدمات الأساسية كالصرف الصحي والرعاية الصحية.

ويذكر أن المؤسسات الخيرية العائلية الهندية تتبرع بسخاء لدعم القضايا الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد، وقد قامت الحكومة مؤخراً بتشديد القوانين التي تُلزم جميع الشركات بتخصيص ما لا يقل عن 2 في المئة من متوسط ​​أرباحها الصافية لمبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات.

وتقول ’غيفينغ باي‘ أنها تريد البناء على هذا الكرم لتحقيق أكبر قدر ممكن من التأثير من خلال السعي للاستفادة من قوة رأس المال الخاص بالعائلات للتصدي للمسائل الهيكلية ودعم المناطق والمجتمعات التي تعاني من نقص الموارد، والتي غالباً ما يتم تجاهلها لكونها تنطوي على مخاطر أعلى وتستغرق وقتاً أطول لإظهار النتائج.

كما تقول الشبكة أنها تسعى لأن تكون بحلول عام 2030 أكبر شبكة للعائلات الخيرية في الهند وأن ينضم إليها 5,000 عضو يقدمون معاً مليار دولار سنوياً للتصدي للقضايا الاجتماعية في البلاد.

بدورها، قالت نيرا نوندي، المؤسس المشارك لمؤسسة ’داسرا‘: "تُعتبر العائلات بنية قوية لقيادة التغيير الاجتماعي وقد طغت المسؤولية الاجتماعية للشركات على العطاء الذي تقدمه" مضيفة أن لدى هذه العائلات "إمكانات هائلة وبمجرد إطلاق العنان لها يمكنها أن تحقق تحولاً في تنمية الهند".

من جهته، قال راجان نافاني، مؤسس ’غيفينغ باي‘ وأحد أعضاء منصة سيركل والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ’جيت سينثيسيس‘ JetSynthesys، وهي شركة رائدة في مجال الترفيه الرقمي والتكنولوجيا: "إنها ما نحتاج إليه الآن لتنمية العطاء في الهند ونحن نسير في هذه الرحلة معاً لتسريع وتيرة التغيير الذي نرغب في رؤيته".

ومنذ إطلاق الشبكة في يوليو 2022، قامت نحو 120 عائلة بالانضمام إليها. وقال جيوترموي تشاترجي، المدير المعاون لمؤسسة ‘داسرا‘ ورئيس شبكة ’غيفينغ باي‘ أن الهدف من المبادرة هو "إطلاق العنان لقوة العمل الخيري الذي تقوم به العائلات للوصول إلى بلد خال من الفقر ويتمتع بمستويات أعلى من الشمول بحيث لا يتخلف أحد عن الركب".-PA