حصل مئات الآلاف من الأشخاص المستضعفين في 30 دولة على طرود غذائية وقسائم لشراء مواد تموينية تشتد حاجتهم إليها وذلك بفضل حملة 100 مليون وجبة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر رمضان المبارك.
وقد تمكنت هذه المبادرة من جمع مبلغ 59 مليون دولار – أي أكثر من ضعف هدفها الأصلي البالغ 27 مليون دولار (100 مليون درهم إماراتي) بعد أن أُغدقت بسخاء رواد العطاء المحليين وشركات القطاع الخاص.
فضلاً عن ذلك، رصد مزاد خيري رفيع مستوى تم تنظيمه في دبي وضم أعمالاً لفنانين من أمثال هنري ماتيس وبابلو بيكاسو، بالإضافة إلى تذكارات رياضية، ريعه لدعم هذه الحملة.
وقد وزعت الحملة، التي نظمتها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في دبي، الجزء الأكبر من حصيلة التبرعات التي تم جمعها على مدى شهر كامل على بنوك الطعام المحلية ومجموعات الإغاثة على الخطوط الأمامية في الدول المستفيدة.
وقامت هذه المنظمات بدورها بتوزيع صناديق الأغذية التي تحتوي على مواد أساسية كالأرز والدقيق والزيت والسكر على منازل المحتاجين لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الغذائية لمدة شهر كامل.
كما تم توزيع 112,000 طرد غذائي بقيمة 3.6 مليون دولار داخل الإمارات العربية المتحدة بواسطة شبكة التوزيع التابعة لبنك الطعام الإماراتي. ويزن كل طرد من هذه الطرود نحو 42 كيلوغراماً من المواد الغذائية الأساسية، أي ما يكفي حاجة شخص واحد من الغذاء لمدة شهر.
بالإضافة إلى ذلك، حصل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على أكثر من 7 ملايين دولار من الحملة لدعم برامج القسائم الإلكترونية في كل من الأردن وفلسطين وبنغلاديش.
وقد استخدم البرنامج هذه الأموال لتزويد الأسر في الأردن وفلسطين وبنغلاديش بقسائم إلكترونية يمكن استبدالها في المتاجر والأسواق المحلية، الأمر الذي يمنحهم فرصة اختيار سلعهم بأنفسهم وفي الوقت نفسه المساهمة في ضخ الأموال مرة أخرى في الاقتصادات المحلية.
وقد استفاد من نظام القسائم الإلكترونية نحو 36,000 شخص من لاجئي الروهينغا المقيمين في كوكس بازار وأكثر من 52,000 سوري يعيشون في مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين في الأردن. كما ساعدت هذه الأموال برنامج الأغذية العالمي على ضمان استمرارية توزيع الأغذية في وقت كان فيه انقطاع خطوط الإمداد يلوح في الأفق.
في الوقت نفسه، كان برنامج الأغذية العالمي قد خصص ما يعادل 9 ملايين وجبة لتوزيعها في فلسطين من خلال برنامج القسائم الإلكترونية، إلا أنه قام بزيادة عدد هذه الوجبات ليصل إلى 28 مليون وجبة، وذلك استجابة للعنف الذي اندلع هناك في مايو وتسبب في بحدوث نزوح وأضرار واسعة النطاق.
وقال عبد المجيد يحيى، ممثل برنامج الأغذية العالمي لدى دول مجلس التعاون الخليجي، أن حملة 100 مليون وجبة "تشكل مثالاً حياً على كيفية تضامن المجتمعات وتجاوزها التوقعات".
وأضاف يحيى قائلاً: "فيما يهدد الجوع حياة الملايين حول العالم، يشكل التمويل السخي الذي تقدمه مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية دعماً نوعياً يساعد برنامج الأغذية العالمي على توفير تدفق مستمر من المساعدات الغذائية الحيوية للمحتاجين ومن يعانون من انعدام الأمن الغذائي".