يُظهر استعراض مسيرتي المهنية أن الثابت الوحيد فيها - كرائد أعمال - هو التطوّر. فريادة الأعمال تتطلب تطوراً دائماً على الصعيدين الشخصي والمهني، إذ أننا لطالما نُجبَر على الدخول في حالة من التكيّف المتواصل والارتجال من أجل الصمود والاستمرار في ميدان الأعمال. وهذا التطور يتطلب منا أن نتحلى بالتواضع لتجربة شيء جديد والقدرة على قيادة فريق وسط حالة من عدم اليقين والفضول الأرعن الذي يدفعنا للمخاطرة والقيام بما لا يجرؤ غيرنا على القيام به.
بدأت مشروعي الأول عندما كنت في السابعة عشرة من عمري. كنت أنظم حينها الحفلات الموسيقية في باريس. وبالأموال التي جمعتها من أرباح الحفلات، بدأت بشراء أجهزة كمبيوتر ومن ثم أطلقت وكالة الويب A2X. شهدت تلك الفترة بداية انتشار الإنترنت، وكنا نحن أولئك المجانين الذين يحاولون إقناع الجميع بأنهم بحاجة لإنشاء موقع على شبكة الإنترنت.
كنت في ذلك الوقت في العشرين من عمري، بلحية وشعر طويل، وكنت مقتنعاً تماماً أننا سننجح، ولكن بعد كل تلك الجهود االمضنية، لم يتصل بنا أي شخص.
يشتهر فينس لومباردي، مدرب كرة القدم الأمريكية الأسطوري، بهذه المقولة التي وجهها لفريقه، حيث قال: "إذا كنتم تريدون حقاً الفوز بمباراة ما، فعليكم أن تنزلوا إلى الملعب". هذا بالتحديد ما أدركته من خلال عملي في A2X - أن ريادة الأعمال تعني أن يتواجد المرء في الميدان. فلن يقوم أي شخص بالاتصال بك لإنشاء موقع له على شبكة الإنترنت إذا لم يكن يدرك أنه بحاجة إليه، ولن تبقى أبواب شركتنا مفتوحة ما لم يكن لدينا عملاء.
ولذلك، نزلت إلى الميدان. أجرينا مكالمة تلو الأخرى. لقد كانت بداية صعبة، لكننا تمكنا من وضع الشركة على مسار النجاح ومن ثم قمنا ببيعها في النهاية إلى وكالة أخرى. ومنذ ذلك الحين، بقيت في الميدان، وأصبح الميدان بالنسبة لي - كرائد أعمال - بمثابة بيتي.