تبدو طائرة البوينج إم -10 المجهزة والمتوقفة على مدرج المطار من الخارج كأي طائرة ركاب أخرى. لكنها في الواقع عبارة عن فصل دراسي يضم 46 مقعداً، وتحتوي على غرفة متطورة ومجهزة لإجراء العمليات واستوديو متعدد الكاميرات قادر على نقل العمليات الجراحية في بث مباشر وبرؤية ثلاثية الأبعاد للأطباء الذين يشاهدونها عن بُعد. يدعى هذا المكان مستشفى ’أوربس‘ الطائرOrbis Flying Eye ، وقد مكن جمعية ’أوربس‘ الخيرية العالمية من السفر حول العالم لمعالجة حالات العمى التي يمكن الوقاية منها في الدول النامية.
يعاني 285 مليون شخص على مستوى العالم من العمى أو ضعف البصر. مع ذلك، يمكن لـ 80 في المئة من هؤلاء استعادة بصرهم في حال حصلوا على العلاج أو خضعوا لجراحة غير مكلفة على الإطلاق. لذلك توفر تجهيزات الطائرة ذات التقنية العالية الأدوات المنخفضة التقنية نسبياً اللازمة لمعالجة فقدان البصر التي يعاني منه سكان بعض أفقر المناطق وأبعدها في العالم. وبمساعدة أطباء وأطباء تخدير وممرضين متطوعين، تُجري أوربس المئات من جراحات العيون المجانية سنوياً، لاسيما في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وبذات القدر من الأهمية، تتعاون أوربس مع الأطباء والممرضين والفنيين المختصين برعاية العيون وغيرهم لتعزيز القدرات في 92 دولة تعمل فيها. ومن خلال المشاركة في المحاضرات والعمليات الجراحية الحية والتدريب العملي، تهدف المؤسسة الخيرية إلى دمج رعاية العيون في برامج الصحة الوطنية في الدول المنخفضة الدخل، حيث يعيش 90 في المئة من مكفوفي العالم البالغ عددهم نحو 39 مليون شخص.
وفي هذا الإطار، يقول روبرت والترز، الرئيس السابق لجمعية أوربس المملكة المتحدة وهو أيضاً استشاري في طب العيون أن "المثل القديم الذي يقول ’علّم الرجل الصيد وسيعلم الآخرين الصيد أيضاً‘ صحيح جداً". وكان والترز قد تطوع لأول مرة مع المؤسسة الخيرية عام 1994 ولا يزال حتى اليوم أحد أمناء مجلس الإدارة فضلاً عن كونه مبعوث أوربس الخاص إلى الشرق الأوسط.
ويوضح والترز قائلاً: "نسعى لتزويد الأطباء المحليين بالمهارات اللازمة كي يتمكنوا من علاج مرضاهم ومن ثم تلبية الاحتياجات المحلية بمجرد أن نغادر [دولهم]".
وفي عام 2015، تمكنت البعثات التدريبية التي تقوم بها ’أوربس‘ من الوصول إلى أكثر من 30,300 شخص من العاملين في المهن الطبية في اختصاصات متعددة من طب عيون الأطفال إلى علاج إعتام عدسة العين والجلوكوما (المياه الزرقاء).
ويقول والترز أن "الهدف هو تدريب الفريق المعني برعاية العيون بأكمله - من مرحلة الوقاية وحتى العلاج – على الأساليب الأكثر فعالية من أجل خدمة السكان في دولهم" مضيفاً أن العاملين في مجال طب العيون "غالباً ما يكونون في أمس الحاجة إلى الدعم والتعليم".