يواجه عالمنا أزمة تعليم غير مسبوقة في ظل الصراعات التي يشهدها الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، وموجات النزوح بأعداد ضخمة في أمريكا الجنوبية، وشبح المجاعة الذي يهدد أجزاءً من أفريقيا، والآثار المروعة بالفعل لأزمة المناخ. فكل ذلك يهدد بتقويض المكاسب الاجتماعية والاقتصادية التي تحققت على مدى عقود، وتراجع أجيال من الأطفال والشباب الأذكياء وأصحاب العزيمة وخلق جيوب جديدة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
ويوجد حالياً نحو 222 مليون طفل من المتأثرين بالأزمات الذين يحتاجون إلى دعم عاجل في مجال التعليم، إذ انقطع أكثر من 78 مليون طفل كلياً عن الدراسة، كما أن نحو ثلثي الأطفال في سن العاشرة على مستوى العالم غير قادرين على قراءة نص بسيط.
يؤدي الإخفاق في تعليم الأطفال إلى إطالة أمد حلقات الفقر والجوع والنزوح والعنف التي تؤثر على أجيال متعددة. كما يعرقل الجهود التي نبذلها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ويمنعنا من بناء عالم يتمتع بمستويات أعلى من الرخاء والسلم. باختصار إنه يخذلنا جميعاً. مع ذلك، وعلى الرغم من المستوى الصارخ للاحتياجات، إلا أن التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة لا يشكل سوى 2 إلى 4 بالمئة فقط من إجمالي التمويل المقدم للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم.