على خلفية باللون الأحمر القاني، يصور العمل الفني ’النظرة العمياء‘ The Blind Gaze (2021) للفنانة والمصورة عايدة مولونى نساءً أفريقيات يرتدين ملابس تقليدية باللونين الأبيض والأزرق ووجوههن مطلية باللون الأبيض. ويتعمق هذا المزيج المفعم بالحيوية بالعواقب المتعددة الأبعاد لما يسمى بأمراض المناطق المدارية المهملة في أفريقيا في فترة ما بعد الاستعمار، لا سيما التأثير العاطفي والنفسي والاقتصادي لهذه الأمراض على المجتمعات فيما يتعلق بالمساواة الجنسانية وحقوق الإنسان وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.
وبالنسبة للبعض، يسلط ’النظرة العمياء‘ الضوء على التغطية الإعلامية المتباينة لقضايا الشمال العالمي والجنوب العالمي، مؤكداً على الإهمال المؤسف لدول جنوب الكرة الأرضية.
ويركّز هذا العمل الفني، الذي يعد جزءاً مهماً من معرض متنقل من تنسيق مولونى، على مدى انتشار أمراض المناطق المدارية المهملة. وتشمل هذه الأمراض نحو 20 حالة مرضية، مثل داء كلابية الذنب (العمى النهري) وداء الفيلاريات اللمفاوية وداء دودة غينيا، التي تصيب أكثر من 1.7 مليار شخص من أفقر سكان العالم وتتسبب بمعاناة كبيرة للمجتمعات من أفريقيا وحتى الأميركيتين.
وتؤدي أمراض المناطق المدارية المهملة إلى العمى والإعاقة والتشوه، مما يبقي الأطفال خارج مقاعد الدراسة والبالغين عاطلين عن العمل ويوقع الأسر في براثن الفقر. وعلى الرغم من التأثير المدمر لهذه الأمراض، إلا أنه يمكن الوقاية من معظمها أو علاجها.
وتتحدث الفنانة الإثيوبية عن اهتمام مجموعتها التي تحمل اسم ’الصدى القرمزي‘ The Crimson Echo بالجوانب الإنسانية للإصابة بهذه الأمراض فتقول: "لا يفكر الكثير من الناس في البُعد الإنساني للأمراض، لا سيما في سياق أفريقيا. لكنني حاولت في مجموعتي أن أتخيل كيف يشعر الناس حقاً لا سيما خوفهم من مرض معين، أو ردود أفعال المجتمع أو العناصر الثقافية".
ولذلك تؤكد مولونى على ضرورة القضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة، وتتمنى أن يتمتع سكان أفريقيا بمستوى أعلى من الصحة في المستقبل: "يشكل هذا [المعرض] فرصة بالنسبة لي لتصوير التحديات بطريقة مختلفة. [فأمراض المناطق المدارية المهملة] هي فعلاً مشكلة لا بد من القضاء عليها. وعندما نتصور مستقبل أفريقيا، لا بد أن يتمتع سكانها بصحة جيدة لأن الأمراض سوف تؤثر بشكل كبير على مستقبل القارة".