آمال كبيرة

ميليندا غيتس أمٌّ وزوجةٌ بعهدتها نصف الموارد التي تُغذي المؤسسة الإنسانية الأكثر سخاء في العالم. تُحدثنا في هذه المقابلة الحصرية عن العطاء في منطقة الشرق الأوسط، وشؤون المرأة، وآمالها بالمستقبل.

إن سألتها عن طبعها في التعامل مع الأمور، ستجيبك ميليندا غيتس بأنها متفائلة لكنها غير صبورة، إذ أن حماسها الكبير لترى عالمنا أفضل مما هو عليه يجعلها لا تقوى على الانتظار، لكنها في نفس الوقت متفائلة بأنه سيصبح أفضل. وبصفتها المؤسِسة المشاركة لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الإنسانية، فإنها تعمل كل ما بوسعها لجعل هذا الحلم حقيقة.

دخلت المؤسسة اليوم عامها الخامس عشر، بعد أن أنفقت منذ تأسيسها ما يزيد عن 33 مليار دولار ـ أكثر من أي مبلغ تبرع به شخص أو مؤسسة في تاريخ العمل الإنساني ـ صُرف غالبيتها على الحرب ضد المرض والجوع في أفقر مناطق العالم. وبهذا، أنقذت المؤسسة حياة ملايين البشر، وساهمت في تحسين حياة الملايين غيرهم بطريقة يصعب حصر مردودها وأثرها الطيب. فإن نظرنا مثلاً إلى داء شلل الأطفال، الذي كان عدد ضحاياه في الماضي يناهز الـ 350,000 كل عام، سنعلم حتماً الإنجاز الذي حققته المؤسسة بعدما شارف هذا المرض على الانقراض. وبينما يستمر التحرك للقضاء عليه نهائياً، تتكثف الجهود حالياً نحو القضاء على وباء الملاريا، الذي يشكل الهدف التالي على قائمة المؤسسة.

لم يعتمد تحقيق هذه الإنجازات على توفير الأموال فقط. فبطريقة غير مسبوقة أيضاً حولت ميليندا بالتعاون مع زوجها بيل، مؤسس شركة مايكروسوفت، العمل الخيري إلى وظيفة بتفرغ تام. فهي تكرّس معظم وقتها خلال العام للسفر، سواء كان ذلك في الميدان أو من أجل المشاركة في المؤتمرات والفعاليات العالمية ـ أو من خلال العمل على حشد أذكى العقول حول العالم في سبيل مقاربة أكبر المشاكل الإنسانية ومحاولة علاجها.

"عندما تفكر ميليندا بأمر ما، فإنها تتقصى كل جوانبه دون إهمال أي شيء. فهي وبيل يتمعنان جيداً بالأمور"، هذا ما تقوله عنها جوديث رودين، رئيسة مؤسسة روكفلر الخيرية.

أما الرئيس التنفيذي لبيركشاير هاثاواي، وارين بافيت ـ ثالث أثرى شخص في العالم ـ والذي تعهد بمنح جزء كبير من ثروته لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، فيذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فيقول: "لا شك أنه [بيل] رجل شديد الذكاء ... لكن ميليندا هي من تتمتع بالنظرة الذكية الشاملة".

وفي خطابهما السنوي العام الماضي، توقع بيل وميليندا أن "يتحسن مستوى حياة الفقراء خلال الـ 15 عاماً القادمة بصورة أسرع من أي وقت في تاريخ البشرية". إنها رؤية تفاؤلية، إن لم تكن رهاناً كبيراً على المستقبل في الوقت الذي ما زال فيه العالم يتخبط بدوامة الحروب والإرهاب في ظل اقتصاد لا يدعو للثقة. لكن ميليندا واثقة إن بالإمكان تحقيق هذه الرؤية؛ وتوضح في ما يلي سبب ذلك.

"على الرغم من أننا مؤسسة كبيرة، إلا أن مواردنا لا تمكننا حتى من البدء بحل أكبر التحديات التي تثقل كاهل العالم اليوم".

ميليندا غيتس، المُؤسّسة المشاركة لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية.

س. أثّرت مؤسسة بيل وميليندا غيتس على مشهد العطاء العالمي وغيّرت مفهوم العمل الخيري. حول ماذا تمحور هدفكم عندما أنشأتم المؤسسة قبل 15 عاماً؟

يستند عملنا على المبدأ القائل بأن قيمة حياة جميع البشر متساوية. ما ألهمنا للعمل هو مقالة قرأناها في إحدى الصحف كان موضوعها يدور حول فيروس الروتا، المرض الذي يسبب الإسهال الشديد والذي يودي بحياة حوالي نصف مليون طفل كل عام في الدول النامية. لم نكن قد سمعنا بهذا المرض من قبل، كما صُدمنا عندما عرفنا أنه بالرغم من إصابة غالبية الأطفال به، إلا أن معظم الوفيات الناتجة عنه تُسجل في الدول الفقيرة. هذا ما حفّزنا على توظيف مواردنا بهدف الدفع بعملية تطوير لقاح يحمي الأطفال أينما كانوا، كما قادنا هذا الأمر بالنهاية للاهتمام والانشغال ببعض المشاكل الأخرى التي يعاني منها الناس الأشد فقراً.

أما من ناحية التأثير، فعلى الرغم من أننا مؤسسة كبيرة، إلا أن مواردنا لا تمكننا حتى من البدء بحل أكبر التحديات التي تثقل كاهل العالم اليوم. ولذلك تتم كل أعمالنا تقريباً بالتعاون مع شركاء في القطاع الحكومي أو الخاص أو المجتمع المدني، سواء كان الأمر يتعلق بتوفير اللقاحات التي تنقذ أرواح الأطفال، أو موانع الحمل للنساء، أو التعامل مع أخطر الأمراض المتفشية، مثل الإيدز والسل والملاريا.

س. ما الذي يميز عمل العطاء الإنساني عن تقديم المساعدات؟ 

لكلٍّ دوره الخاص، لكنهما يكملان بعضهما البعض - والأهم من ذلك أنهما يعتمدان على بعضهما البعض. في العام 2013، ساهمت عدة دول حول العالم بتقديم أكثر من 150 مليار دولار على شكل مساعدات تنموية - ما يفوق معدل ميزانية مؤسستنا السنوي بنحو 60 ضعفاً. 

نحن نرى أن دور المؤسسات الإنسانية الخاصة يتمثل بالعمل كمسرّع لزيادة زخم الأثر. ليس بمقدورنا مماثلة القدرة التي تتمتع بها الحكومات على العطاء، لكننا نتميز بمرونة أكبر في الإقدام على المجازفة، وذلك لأننا نعلم أن بعض الأفكار التي نطبقها قد تفشل. 

إضافة إلى أن للمؤسسات الإنسانية القدرة على جمع مختلف الفاعلين من القطاعين العام والخاص وغيرهما بهدف تقريب وتنسيق المصالح لضمان أن يصل تأثير كل دولار يُنفق إلى أبعد الحدود الممكنة. 

س. علامَ تسندين أنت وبيل عندما تحددان أولويات عطائكما؟

كما يقول بيل، نحن لا نمتلك المعادلة الذهبية لتحديد الأولوية بالنسبة لمشاكل العالم. لكن ما ندركه تماماً هو أننا نريد دائماً أن نستثمر في الأمور التي تُمكننا من إحداث أعظم أثر على أكبر عدد من الناس. وعليه ننظر في الأمور التي يمكن أن يؤدي استثمار صغير نسبياً فيها إلى التحفيز على إحراز تقدمٍ مجدٍ ومستدام - على سبيل المثال، تطوير لقاح يحارب فيروس الروتا.

تساعدنا البيانات المتوفرة على تحديد أولوياتنا. إضافة إلى ذلك، نحن نمضي وقتاً طويلاً في التنقل بين الدول النامية، ما يساعدنا على تحقيق فهم أعمق لنوع الحياة التي يعيشها الناس هناك. نحن صادقون مع أنفسنا وندرك أنه ليس من الممكن تغيير حياة الناس للأفضل ونحن جالسون في مكاتبنا بمدينة سياتل. لا بد لنا من أن نتواجد شخصياً في ميدان العمل لنقابل الناس الذين سيستفيدون من مساعدتنا وجهاً لوجه، وندع تجربتهم المعيشية تساهم في تشكيل عملنا معهم.

س. ما مدى أهمية العلاقات الجيدة التي تربطكم بدول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لعملكم في المنطقة؟

تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديات خطرة، لكنها تتمتع بموارد هائلة، ومستوى عالٍ من الإبداع وسعة الحيلة، إضافة إلى تواجد بعض الحكومات ومجموعة من رواد العطاء الذين يُعدّون من الأكثر سخاءً في العالم. نحن لا نعتمد على كرم شركائنا هناك فقط، بل أيضاً على درايتهم بجغرافية المنطقة، وتحديات التنمية فيها، فضلاً عن علاقاتهم بالمجتمعات المحلية التي قد يصعب علينا الوصول إليها. 

على سبيل المثال، تعاونّا بشكل وثيق مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من المبادرات، كان أهمها يتعلق بمكافحة داء شلل الأطفال. وتشاركنا في العام 2013 مع ولي عهد أبوظبي، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باستضافة القمة العالمية للقاحات. وجمعت تلك القمة أكثر من 4 مليارات دولار لدعم جهود مكافحة داء شلل الأطفال ومحاولة جعله ثاني مرض يتم القضاء عليه عالمياً. نحن أيضاً جهة مانحة لصندوق الشفاء الذي يضم أسراً سعودية تدعم جهود القضاء على داء التهاب السحايا من الفئة A في أفريقيا، وشلل الأطفال عالمياً. 

من جهة أخرى، يُعد البنك الإسلامي للتنمية شريكاً مهماً لنا، فنحن نتشارك معه برؤيتنا حول عدد من الأولويات المتعلقة برفع الأعباء التي يرزح تحت ثقلها سكان المنطقة بسبب الفقر والأمراض. وساهمنا أيضاً بجعل قروض البنك الإسلامي للتنمية متاحة بكلفة أقل للدول الأفقر لاستخدامها لأغراضهم أو لاستثمارها بمستقبلهم.

س. أنت مناصرة لقضية تمكين المرأة. برأيك، لمَ يوصف دور النساء بأنه حاسم في جهود تحقيق الأهداف العالمية للتنمية؟

عندما نريد تحسين حياة الناس في أي مجتمع كان، فالعمل على تمكين المرأة هو نقطة انطلاق جيدة. ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب التي يتعلق أهمها في ترتيب أولويات المرأة، فإن كان لدى المرأة دولار واحد ستنفق نحو 80 سنتاً منه على عائلتها، فتشتري لهم حاجيات مثل الغذاء الصحي، وتدفع تكلفة معاينة الطبيب والتعليم. لقد تحدثت خلال تجوالي إلى الكثير من النساء حول العديد من الأمور المادية؛ وأهم الأولويات التي كانت تذكرها معظمهن تعلقت بدراسة أطفالهن؛ سواء كان ذلك دفع أقساط المدارس أو تكلفة الكتب المدرسية أو مستلزمات التعليم الأخرى.

الاستثمار بهن له مردود جيد. فعندما يكون قرار كيفية إنفاق مدخول الأسرة بيد النساء، تجد أن فرص أطفالهن في البقاء على قيد الحياة ترتفع بنسبة 20 بالمئة، كما يصبح من المرجح أكثر أن يتحسن مستوى معيشتهم. هكذا يُعدّ التركيز على النساء والفتيات أكثر طريقة مباشرة لضمان عافية وبحبوحة الأسرة، ما ينعكس على اقتصاد الدول ليزيده تقدماً.

س. ما المزيد الذي يمكن فعله لتحفيز نقلة نوعية في حياة النساء والفتيات في الدول النامية؟

دائماً ما أحاول أن أرسخ في ذهن أطفالي الثلاثة، أنه يجب على من له صوت يُسمع من بين الحشود أن يستخدمه للتكلم بلسان النساء والفتيات اللواتي لا صوت لهن. إنها مسؤوليتنا معاً. يجب أن نكون مناصرين للنساء والفتيات في كل مكان لنضمن أن يتمتعن بالعافية وأن يُعاملن باحترام، ليكن قادرات على صنع مستقبل أفضل لهن ولأسرهن.

لم نصل بعد إلى هذا المستوى. ففي كل يوم من أيام السنة تقضي نحو 800 امرأة حامل نحبها خلال الولادة، وغالبيتهن لأسباب يمكن منعها. هذا شيء غير مقبول، ويجب على العالم فعل المزيد لمعالجة هذه المسألة. 

هناك أصوات قوية في العالم الإسلامي تدعو إلى تمكين المرأة. من بينهم الأمير السعودي الوليد بن طلال الذي ينادي منذ سنوات بمنح المرأة حقوقها. وقد سُررت جداً عندما علمت أن تمكين المرأة سيكون أحد الأمور الرئيسية التي سيستثمر بها ثروته في عالم العطاء. كما التقيت العام الماضي لانا نسيبة، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة في الأمم المتحدة، التي حدثتني بعزم كبير عن التزام بلدها بالمساواة بين الجنسين. 

للرجال والفتيان أيضاً دور يؤدونه في هذا المجال. عندما زرت ملاوي العام الماضي، التقيت بمجموعة من الرجال الذين يُعرفون في قريتهم باسم "الرجال الأبطال"؛ ذلك لأنهم يساهمون بتغيير المفاهيم المحلية التي تتعلق بالجنسين. أخبروني أنهم يسعون لترسيخ رسالتهم بدءاً من أولادهم في وقت مبكر، وذلك من خلال إرشادهم وإطلاعهم على الدور الذي يتوجب عليهم أداؤه لجعل العالم مكاناً فيه انصاف أكثر للمرأة.

المزيد من الأصوات، والمزيد من الدعم، وتوعية أوسع، وتعاون أكبر ـ هذه بعض الأمور اليسيرة التي يمكن لقارىء هذه المقالة فعلها اليوم.

س. عندما تتأملين أعمالك على مدى الـ 15 سنة الماضية، ما هو أكثر عمل يدعوك للفخر؟

نحن فخورون جدّاً لأننا جزء من التحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي"، الذي ينسق الجهود بين الشركات والحكومات ومنظمات الإغاثة الإنسانية بهدف إيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى الأطفال الذين هم بأمس الحاجة لها في الدول الفقيرة. فلغاية اليوم استطاع تحالف "غافي" تلقيح أكثر من نصف مليون طفل، وإنقاذ ما يزيد عن 7 ملايين شخص - مستثمراً نصف التمويل المستخدم لهذه العمليات في الدول الإسلامية. 

هناك لحظة أخرى مهمة بالنسبة لي أيضاً، وهي مساهمتي في تنظيم مؤتمر قمة لتنظيم الأسرة في لندن عام 2012. شاركت في المؤتمر عشرات الدول التي أكدت على التزامها بمساعدة أكثر من 100 مليون امرأة حول العالم بالحصول على منتجات منع الحمل كي يتمكنّ من تنظيم أسرهن من خلال تحديد عدد الأطفال الذين ترغب الأسرة بإنجابهم والتمكن من مباعدة الفترات بين الحمل والآخر. كانت حصيلة المؤتمر التعهد بمنح أكثر من ملياري دولار، وكانت تلك أول مرة يتعدى سقف التبرعات لقضايا النساء أو الفتيات في العالم حاجز المليار دولار. إنه حدثٌ لن أنساه أبداً.

"نحن على قناعة بأن الـ 15 سنة القادمة ستطلق عنان التقدم الأسرع بالنسبة للناس الذين يرزحون تحت أسوأ أشكال الفقر بشكل لم يشهده العالم من قبل".

س. بمَ تنصحين رواد العطاء في بداية رحلتهم بميدان العمل الإنساني؟ 

إحدى الطرق الفعّالة من حيث إحداث أكبر أثر ممكن هي اختيار مشكلة أو قضية لم تحظ باهتمام الوسط الخيري أو الحكومات. ابحث عن شيء يهزّ مشاعرك أو يترك بك أثراً ما ـ ولا يوجد الكثير ممن يعملون على معالجته ـ ثم باشر البحث فيه لتتعلم عنه أكثر. بالنسبة لنا [أنا وبيل] كان هذا الشيء فيروس الروتا. الحقيقة المؤلمة هي أن هناك الكثير من المشاكل التي تلفت النظر وتتطلب منّا الاهتمام والتعاطف والحلول.

ثم تابع دراسة الموضوع من جميع جوانبه، فعملية التعلم لا تتوقف عند حدٍّ أبداً. يجب عليك التحدث باستمرار مع أصحاب الخبرة والشركاء، مستخدماً البيانات التي يمكنك تجميعها لتقيّم مسار الأمور وتحدد بكل صدقٍ الأساليب والأشياء التي نجحت وتلك التي فشلت. كما يجب عليك أيضاً إدراك أنك لن تقدر على إنجاح الأمور وحدك. فأنت بحاجة لشركاء يشاركونك رؤيتك، لكن في الوقت نفسه يقدمون مهارات وخبرات ومعرفة تكمّل وتغني مهاراتك وخبرتك ومعرفتك.

كانت كلمة "serviam" اللاتينية شعار المدرسة الثانوية التي تخرجت منها في ولاية تكساس، وتعني "أنا سوف أخدم". عنى لي هذا الشعار الكثير، وكنت أنظر إليه بكل جدية، على الرغم من أنه لم يكن يجسد نصيحة بقدر ما كان قولاً يذكرنا بأننا موجودون هنا على هذا الكوكب لنستخدم مواردنا وقدراتنا في مساعدة من حولنا على النهوض.

س. الآن وبعد خبرتك الطويلة في ميدان العطاء والعمل الإنساني، ماذا كنت ستقولين للزوجين اللذين أطلقا مؤسستهما للتو قبل 15 عاماً؟

كانت الـ 15 عاماً الماضية رحلة تثقيفية لا تُصدّق. لقد كان لدينا تحيز عفوي للحلول المبنية على التكنولوجيا، مثل اللقاحات أو البذور العالية المحاصيل لاستخدام المزارعين؛ وذلك بسبب خلفيتنا أنا وبيل التي تستند إلى التكنولوجيا. لكن على الرغم من أن هذه الحلول مهمة ـ وحتى ضرورية ـ إلا أننا أدركنا أن تصميم حلول تحدث أثراً في واقع حياة الناس اليومية له أهمية لا تقل عن التكنولوجيا ذاتها. وهنا يدرك المرء أهمية الفهم العميق للسياق الخاص بالثقافة التي يعمل ضمن إطارها.

لو تكلمت مع بيل وميليندا قبل 15 سنة، كنت سأطمئنهما بأن التقدم الهائل ممكن؛ لكن لا يمكن حل مشاكل عاصرت الإنسان منذ بداية تاريخ البشرية، مثل ارتفاع معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة أو الفقر المدقع، خلال فترة قصيرة. وكنت سأخبرهما أيضاً أن خطى التغيير قد تكون بطيئة جداً أحياناً. لكن من جهة أخرى، نحن على قناعة بأن الـ 15 سنة القادمة ستطلق عنان التقدم الأسرع بالنسبة للناس الذين يرزحون تحت أسوأ أشكال الفقر بشكل لم يشهده العالم من قبل. سيكون الأمر مثيراً جداً حين يكون المرء جزءاً من هذا التحول. لذا أنا أحثّكم جميعاً على المشاركة. – PA

اقرأ المزيد