نبذة عن الحلقة
يخاطر عشرات الآلاف من المهاجرين بحياتهم كل عام في محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط. ويبحث هؤلاء المهاجرون، الذين يفرون من دول فاشلة أو هشة ويستقلون قوارب مكتظة، عن حياة أفضل لهم في أوروبا.
غير أن الكثيرين منهم لا ينجحون في تحقيق هذه الغاية، فبعضهم يلقى حتفه غرقاً أثناء الرحلة أو يتم اعتراضه وإعادته من قبل خفر السواحل في ظل أوامر صارمة تقضي بعدم تقديم المساعدة لهم. وفي عام 2021 وحده، حاول أكثر من 17,600 مهاجر الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر، لقي 2,043 شخصاً منهم مصرعه أو أصبح في عداد المفقودين.
تأثر كريستوفر وريجينا كاترامبروني، رائدا الأعمال المقيمان في مالطا، بحجم المأساة التي تتكرر فصولها في عرض البحر – وعدم توفر المساعدة من قبل السلطات - فقررا الاستجابة لهذه الأزمة بنفسهما واستثمرا 8 ملايين دولار لشراء سفينة "فينيكس" وتجهيزها ونقلها عبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا.
تم إطلاق "محطة المساعدة البحرية للمهاجرين" المعروفة اختصاراً بـ "مواس" عام 2013، لتصبح أول عملية بحث وإنقاذ غير حكومية يتم تنفيذها في عرض البحر الأبيض المتوسط.
أكملت المحطة مهمتها الأولى عام 2014، حيث قامت بإنقاذ أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر خلال 90 يوماً فقط، وعلى مدى السنوات الثلاث التالية أنقذت أكثر من 35,000 مهاجر، بالشراكة مع عدد من منظمات الإغاثة الأخرى، من بينها منظمة أطباء بلا حدود.
وفي عام 2017، علقت المحطة عمليات البحث والإنقاذ وحولت تركيزها إلى بنغلاديش من أجل دعم تدفق لاجئي الروهينغا الفارين من العنف في ميانمار، فضلاً عن توصيل المساعدات الغذائية والطبية إلى المتأثرين بالأزمات في كل من اليمن وسوريا.
وفي أوائل عام 2022، أطلقت المؤسسة الخيرية مبادرة جديدة لتقديم الإغاثة الطبية والخدمات الفورية للمدنيين المتضررين من العنف المتصاعد في أوكرانيا.
وبالتوازي مع بعثات الإغاثة، لعبت المحطة دوراً بارزاً في الجهود العالمية لمناصرة المهاجرين من خلال حملتها "الطرق الآمنة والقانونية"، وقامت بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإجلاء المهاجرين المستضعفين العالقين في ليبيا.
في هذه الحلقة من "استوديو الأثر"، عاد كريستوفر وريجينا بنا إلى بدايات "محطة المساعدة البحرية للمهاجرين" وتحدثا عما دفعهما لاتخاذ مثل هذه الخطوة الجريئة والشجاعة وألقيا الضوء على ما تعلماه خلالها عن أزمة المهاجرين والنظام الإنساني العالمي.
نبذة عن مقدمة الحلقة
ميساء جلبوط هي قيادية بارزة في مجال التنمية الدولية والعمل الخيري تولت العديد من الأدوار المهمة من بينها الرئيس التنفيذي المؤسس لمؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، وهي مبادرة خيرية بقيمة مليار دولار يقع مقرها في دبي، والرئيس التنفيذي المؤسّس لمؤسسة الملكة رانيا. وميساء أيضاً باحثة زائرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ولاية أريزونا وزميلة غير مقيمة في معهد بروكينغز. تابعوا ميساء عبر تويتر @MaysaJalbout