أظهرت الأبحاث التي أجرتها منظّمة بريدجسبان أن 14٪ فقط من التبرعات الكبيرة من قبل المانحين الدوليين تصل إلى المنظمات غير الحكومية المحلية في إفريقيا، و 9 ٪ فقط من التبرعات الكبيرة من قبل الممولين الأفارقة يتم توجيهها إلى المنظمات القريبة. والباقي يذهب إلى الحكومات والمنظمات غير الحكومية الدولية.
في هذه الحلقة من برنامج استوديو الأثر، سنستكشف قضايا التمويل المحدود الذي يصل إلى المنظمات غير الحكومية المحلية في إفريقيا والمبلغ غير المتناسب من التمويل الموجه إلى الحكومات والمنظمات غير الحكومية الدولية وما له من تأثير مباشر على فعالية ونجاح برامج التنمية. وسنناقش وسائل «إنهاء هيّمنة الاستعمار» على التبرعات (أي تحويل ديناميكيات القوة في نظام التبرعات لتكون أكثر إنصافًا وموجهة محليًا)، يأمل برنامج استوديو الأثر أن يلقي الضوء على كيفية تحسين الوضع الحالي لجهود التنمية في إفريقيا.
ستستطلع المضيفة ميسا جلبوط المعوِّقات التي تحول دون تمويل المبادرات الشعبية في إفريقيا ولماذا يصعب تغيير الوضع الراهن؛ رغم أننا نسمع أيضًا عن بعض الحلول الجديدة المصممة «لتحويل حق التصرّف بالتبرعات» من المانح إلى المنفِّذ لهذه المبادرات وإنشاء شراكات أكثر إنصافًا.
يستهلُّ موسن ليود، المدير التنفيذي لمنتدى العمل الخيري الأفريقي،( الذي تم تشكيله في عام 2014) لتغيير مسار تمويل التنمية في القارة السّمراء، يستهلُّ الحلقة بتحليل مفصل وشامل عن طبيعة أبرز الممولين والمبادرات المبتكرة.
يبيِّنُ ليود، وهو أيضًا عضو مجلس إدارة في مؤسسة كانديد وروكفيلر لإستشارات العطاء، أنه على الرغم من عدم وجود نقص في العطاء في إفريقيا، يظل مفهوم العمل الخيري الاستراتيجي "جديدًا نسبيًا" للعديد من الجهات المانحة والمؤسسات المحلية.
من خلال الدعوة إلى المزيد من العطاء «المدروس» و «القابل للقياس»، يدعمُ السيد ليود بالدليل الحاجة لمزيد من التعاون لرفع مستوى التأثير ومعالجة المشكلات المتأصِّلة. ويقول: «لا يمكننا الاستمرار في معالجة الأعراض فقط، مثل مرض الكوليرا والبطالة المرتفعة». «هذه قضايا كنا نتعامل معها منذ عقود عديدة، وفي بعض الحالات منذ قرون، لذلك نحن بحاجة إلى نهج شامل لمعالجة المشكلات من جذورها».
ضيف ميسا الثاني هو البروفيسور بهيكي مويو، رئيس ومدير مركز العمل الخيري الأفريقي والاستثمار الاجتماعي، في كلية الأعمال بجامعة ويتس في جوهانسبرج، جنوب إفريقيا.
من أوائل من صاغوا مصطلح «تغيير السيّطرة على التبرعات» - في مقال كتبه عام 2007 حول كيفية تمويل التنمية وإدارتها إلى حد كبير من قبل المانحين في ما يسمى "شمال العالم" - يدعو البروفيسور بهيكي إلى مزيد من التعاون بين الممولين والمنظمات غير الحكومية والمنظمات المحلية في إفريقيا.
"أنا لا أدعو المنظمات غير الحكومية إلى مغادرة القارة. لا، بل أنا ببساطة أطلب منهم المشاركة في تطوير المشاريع وتنفيذها والتعاون معنا ". كما يناشد فاعلي الخير بذل المزيد من الجهد لتمويل المجتمع المدني الأفريقي الذي يعمل على قضايا «معنوية»، مثل قضايا حقوق الإنسان والسياسة، بدلاً من مجرد التركيز على المبادرات «المادية» مثل بناء المدارس أو التبرع بأجهزة الكمبيوتر.
بتشجيع من القطاعات التعاونية باستجابتها معنا لأزمة الإيبولا في غرب إفريقيا ثم جائحة كوفيد 19، يقول البروفيسور بهيكي: «التغيير يحدث، لكنني لا أعتقد أنه يحدث بالسرعة التي نريده أن يحدث بها.«
ضيف ميسا الأخير هوالسيّد ديغان علي، المدير التنفيذي لمنظّمة آديسو، وهي منظمة غير حكومية إنمائية وإنسانية تعمل في منطقة القرن الأفريقي.
ناشط منذ فترة طويلة وصوت رائد في النقاش حول توطين المساعدات، قاد علي مؤخرًا إطلاق تعهد التغيير، داعيًا المنظمات غير الحكومية إلى الالتزام بشراكات أكثر إنصافًا ومشاركة القصص بطريقة حقيقية وصادقة، دون تشويه الحقائق أو تقديم منظور متحيز لإنشاء نظام بيئي أقوى للمساعدة على أساس مبادئ التضامن والتواضع وتقرير المصير والمساواة.
يُشارك علي، هو الذي كان واحداً من المبادرين بميثاق التغيير، كما كان القوة الدافعة وراء شبكة الاستجابة للمعونة التمكينية (NEAR)، وجهات نظره حول سبب عدم نجاح نظام التمويل الحالي للمساعدات والتنمية، ودور العمل الخيري في غرس مناهج وطرق عمل جديدة للمانحين بشكل أكثر إنصافًا.
وأثنت على «المسار الشجاع» لماكنزي سكوت، التي منحت منظّمة أديسو العام الماضي مبلغًا إجماليًا قدره 5 مليون دولار ولم تطلب تقديم تقارير مفصلة أو شاملة عن كيفية استخدام الأموال، وناشدت المانحين الآخرين أيضًا «بتحمل مخاطر جريئة وكبيرة بمبالغ كبيرة من التمويل من أجل تحقيق تأثير كبير.»، و «الوثوق بالناس على الأرض،» وتقديم تمويل «مُعتبر» طويل الأجل ودون أي قيود محددة على كيفية استخدامه.
نبذة عن مقدمة الحلقة
ميساء جلبوط هي قيادية بارزة في مجال التنمية الدولية والعمل الخيري تولت العديد من الأدوار المهمة من بينها الرئيس التنفيذي المؤسس لمؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، وهي مبادرة خيرية بقيمة مليار دولار يقع مقرها في دبي، والرئيس التنفيذي المؤسّس لمؤسسة الملكة رانيا. وميساء أيضاً باحثة زائرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ولاية أريزونا وزميلة غير مقيمة في معهد بروكينغز. تابعوا ميساء عبر تويتر MaysaJalbout@