تعهد المانحون الدوليون هذا الأسبوع بتقديم 1.2 مليار دولار من أصل 1.5 مليار دولار مستهدفة لاستكمال الجهود للقضاء كلياً على مرض شلل الأطفال في العالم، وذلك خلال اجتماع عقد في مدينة أتلانتا في الولايات المتحدة، ضم ولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي تعهد بمبلغ 30 مليون دولار، وكبار المسؤولين في حكومات مثل كندا واليابان ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وشخصيات وجهات أخرى.
وسيتم صرف المبلغ على كلفة اللقاحات وتوصيلها إلى الأطفال في المجتمعات التي لا تزال تُسجل إصابات – بما في ذلك مناطق النزاعات - بالإضافة إلى تكاليف رصد وتتبع المرض، وأنشطة أخرى ضرورية لوقف انتشار الفيروس.
وعلق كريس إلياس، رئيس التنمية العالمية في مؤسسة غيتس، قائلاً: "أصبحنا قريبين جداً من تحقيق انجاز تاريخي. سوف تساعدنا هذه التعهدات الجديدة اليوم على ضمان إكمالنا لهذه المهمة".
مرض شلل الأطفال يسببه فيروس يصيب الجهاز العصبي، وغالباً ما يؤدي إلى شلل غير قابل للشفاء خلال ساعات فقط من الإصابة به. والأطفال تحت سن الخامسة هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ومنذ العام 1988 ساهمت الجهود الدولية في خفض الإصابات الجديدة بنسبة 99 بالمئة، وقارب شلل الأطفال لأن يصبح ثاني مرض في تاريخ البشرية يتم القضاء عليه نهائياً بعد مرض الجدري – الذي كانت آخر إصابة به في عام 1980. وفي الهند، التي كانت تعد تاريخياً أكبر عقبة أمام التخلص نهائياً من شلل الأطفال، لم يتم التبليغ عن أية إصابة جديدة على مدى الستة أعوام الماضية.
ولا يزال شلل الأطفال مستوطناً في ثلاث دول في العالم، وهي أفغانستان وباكستان ونيجيريا. لكن تبقى دول نامية أخرى عرضة لانتقال المرض إلى أراضيها، خاصة تلك التي تعاني من صراعات مسلحة وسوء أنظمة الصرف الصحي والتي يستمر السكان فيها بالترحال، ما يزيد من صعوبة وصول اللقاحات إليهم.
وفي أول عودة لظهور المرض تُسجّل خارج الدول الثلاث منذ عام 2014، تم الأسبوع الماضي تسجيل ثلاث إصابات جديدة في مناطق من سوريا يسيطر عليها جزئياً تنظيم داعش.