في أحد الأيام أخبرتني فتاة شجاعة تدعى هيلين أن علينا النظر إلى كل حرب كما لو أنها اقتتال بين أفراد أسرتنا. ولذلك يتوجب علينا - كأسرة عالمية - أن نجد حلولاً دبلوماسية للأزمات التي يتسبب بها البشر.
من واجبنا أيضاً توفير المساعدة لأولئك الذين تسببت النزاعات في تحطيم حياتهم. ومن أجل الأطفال المتأثرين بالحروب والصراعات مثل هيلين، يجب علينا تسليط الضوء على مأساة النازحين من الرجال والنساء – والأطفال أيضاً، الذين يشكّلون نصف اللاجئين في العالم.
في السابق، كان أول ما يتبادر إلى ذهني هو السعي لمساعدة الجميع في آن واحد. لكن في كل مرة كان هناك طفل آخر أو امرأة أخرى لا أستطيع الوصول إليهم. غير أنني أدركت أنه من الأفضل تركيز مساهماتنا على هدف واحد في كل مرة كي نتمكن من إحداث فرق واضح في حياة الناس. قد لا نتمكن من الوصول إلى كل شخص يحتاج إلى المساعدة، ولكننا إذ قمنا بمساعدة بعض الفئات السكانية، فإننا سنحولهم إلى أشخاص فاعلين في المجال الإنساني وسيقومون هم بدورهم بدعم الأشخاص الذين لا نستطيع الوصول إليهم.
على مدى العقود الأخيرة، كان لي شرف قيادة الجهود الإنسانية من الأردن إلى لبنان ومصر، ومن فلسطين إلى الصومال وأبعد من ذلك. يشترك عمال الإغاثة الشجعان الذين التقيت بهم في شيء واحد: إنهم جميعاً أشخاص عاديون لكن قلوباً استثنائية تنبض بداخلهم.
مع ذلك، ولكي نتمكّن من إحداث تغيير إيجابي حقيقي ودائم، لا يمكننا - وهم أيضاً - الاعتماد فقط على المساعدات الطارئة، إذا لا يمكننا تعليمهم الاستقلالية من خلال تشجيعهم على الاتكال على الآخرين. بل علينا الاستثمار في مستقبلهم من خلال التعليم، تماماً كما نستثمر في مستقبل أي طفل من أطفالنا.