تأمل منصة "يلّا امنح" أو "يلّا غيف" (YallaGive) للتمويل الجماعي أن تغير الطريقة التي يتم من خلالها جمع التبرعات للقضايا الخيرية في الإمارات العربية المتحدة إلى الأفضل.
"يلّا غيف" (yallagive.com) هي أول منصة مرخصة لجمع التبرعات والتمويل الجماعي للأفراد والجمعيات الخيرية عبر الإنترنت للقضايا التي تم ترخيصها في دولة الإمارات. وقد بلغت قيمة التبرعات الإجمالية التي تم جمعها عبر المنصة لغاية اليوم أكثر من مليون دولار، لكن إدارة المنصة تطمح إلى جمع تبرعات بقيمة مليار دولار بحلول عام 2030.
كما توفر المنصة أدوات تمكّن المسلمين من احتساب الزكاة أو قيمة الأضاحي التي يرغبون بتقديمها للجمعيات المعتمدة. ويوضح مؤسس المنصة، عبدالله النعيمي، أن المنصة ستوفر في المستقبل الخيار للمستخدمين للتبرع باستخدام تقنية العملات المشفرة، ما يخفض من تكاليف المعاملات ويرفع مستوى الشفافية.
ويقول النعيمي، الذي ولد في سوريا لكنه يتخذ من الإمارات مقراً له: "أنا أعمل في مجال جمع التبرعات منذ عدة سنوات، وقد لاحظت وجود ثغرة حقيقية في السوق بالنسبة لهذا النوع من المنصات". ويعمل النعيمي أيضاً مديراً عاماً لمنطقة الخليج لدى مجموعة شركات International Fundraising Consultancy للاستشارات في المجال التطوعي.
ويوضح النعيمي، قائلاً: "عندما يضع الناس نقودهم في صندوق التبرعات، هم لا يعلمون دائماً أين ستذهب أموالهم، وكيف سيتم صرفها. لكننا نوفر معلومات أكثر عن ذلك، ما يساعد الجمعيات أيضاً على الوصول إلى جمهور أوسع".
حصلت "يلّا غيف" على الترخيص في أواخر عام 2018 وتم إطلاقها في أبريل 2019. وفي فبراير من هذا العام، كشفت المنصة عن موقعها بحلته الجديدة، حيث تم إضافة مكونات وظيفية جديدة لزيادة الخيارات وسهولة استخدام وفعالية المنصة، وذلك بعد حصولها على تمويل إضافي من برنامج 'منح الابتكار المؤثر' الذي تديره إدارة إكسبو 2020 دبي. ويتوفر اليوم على المنصة ما يزيد عن 135 حملة جمع تبرعات تشمل قضايا متنوعة.
وكان العمل جارٍ على تطوير تطبيق للمنصة على أجهزة الهاتف المحمول الذكية بهدف إطلاقها في رمضان، هذا بالإضافة إلى محادثات تجريها المنصة مع أبرز الجمعيات الخيرية المحلية ومصرفين إقليميين للتنمية بهدف التعاون على مشاريع مستقبلية.
كما تخطط "يلّا غيف" لتوفير خيار جديد للمتبرعين وهو الدفع بعملة مشفرة تدعى "عطاء كوين". وميزة هذا الخيار، حسب ما يفيد به النعيمي، هي خفض التكاليف المرتبطة بالتحويلات البنكية التقليدية – خاصة عندما يتطلب الأمر التحويل بين عملات مختلفة – فضلاً عن رفع مستوى الشفافية، إذ يتم تسجيل جميع التعاملات في قاعدة البيانات التسلسلية (blockchain).
وتتطلب خطة "يلّا غيف" ربط العملة المشفرة بالفرنك السويسري ثم تسجيلها على منصة إثيريوم للعملات المشفرة، ما يعني أن من يشتري هذه العملة – والجمعيات المستلمة للأموال – سوف يستفيدون من الحماية ضد تذبذب قيمة العملات في السوق. ويضيف النعيمي أنه سيكون بمقدور الجمعيات أيضاً خلق عملاتها المشفرة على الموقع ليشتريها المستخدمون بهدف التبرع بها.