تبرع روّاد العطاء والمُحسنون والشركات والمجموعات المجتمعية في دولة الإمارات العربية المتحدة بسخاء لحملة "المليار وجبة"، التي تهدف إلى توزيع وجبات غذائية وطرود تموينية على المحتاجين في 50 دولة.
وقد تم إطلاق الحملة التي نظمتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بداية شهر رمضان المبارك وهي امتداد لحملة الـ "100 مليون وجبة" لجمع التبرعات التي تم تنظيمها العام الماضي.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه العالم تفاقماً في معدلات الجوع، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع أسعار الغذاء الذي يُعزى في جانب منه إلى الغزو الروسي لأوكرانيا (إحدى الدول الرئيسية المصدرة للقمح)، فضلاً عن الظواهر الجوية المرتبطة بالمناخ كالجفاف والفيضانات والتأثير السلبي لجائحة كوفيد-19 على العمل وسلاسل الإمداد.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 800 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن العديد من الدول، بما في ذلك اليمن والصومال وأفغانستان وإثيوبيا، باتت تقترب نحو المجاعة.
وفي هذا السياق، قالت أديل خُضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الأطفال يتحملون وطأة الارتفاع في أسعار المواد الغذائية، كما من المرجح أن تشهد معدلات سوء التغذية المرتفعة أصلاً "زيادة حادة".
ففي لبنان، لا يحصل تسعة من كل عشرة أطفال على الطعام الذي يحتاجون إليه، بينما يعاني أكثر من 40 في المئة من النساء والأطفال دون سن الخامسة من فقر الدم. أما في اليمن فيعاني 45 في المئة من الأطفال من التقزم بسبب النظم الغذائية الفقيرة، مما يعرضهم لأضرار جسدية وعقلية شديدة لا يمكن عكسها.
وكان ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذّر في أحد المؤتمرات في فبراير قائلاً: "لدينا حلقة من النار تطوّق الأرض في الوقت الحالي وتمتد من الساحل إلى جنوب السودان إلى اليمن، إلى أفغانستان، وعلى طول الطريق إلى هايتي وأمريكا الوسطى".
وأضاف بيزلي قائلاً: "إذا لم نعالج الوضع على الفور... فسوف نشهد مجاعة، وسنرى زعزعة لاستقرار البلدان، كما سنشهد هجرة جماعية".