ما توصل إليه العلم قاطع ولا لبس فيه وهو أن تغير المناخ أصبح أمراً واقعاً وها قد بدأنا نلمس آثاره بأشكال متعددة من حرائق الغابات إلى الفيضانات وموجات الحر والجفاف والمجاعات. وما هذه الكوارث إلا البداية، فقد وصلت الأرض إلى نقطة حرجة ولم يعد أمامنا إلا فرصة ضئيلة لتأمين مستقبل صالح للعيش ومستدام للجميع.
وفي ديسمبر 2023، سيجتمع قادة العالم وصانعو القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في مؤتمر الأطراف (COP28) وستحدد النتائج التي ستتمخض عنه المسار الوشيك لكوكبنا.
وللتخفيف من التأثيرات الوخيمة الناجمة عن تغير المناخ، لا بد من حشد الأموال بسرعة وتوزيعها على نحو استراتيجي بحيث تستهدف المجالات التي يمكن أن تحقق فيها أكبر تأثير ممكن.
وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية من ارتفاع لدرجات الحرارة، ونقص للمياه، واتساع رفعة الصحاري، فإنها تقع على الخطوط الأمامية في مواجهة تغير المناخ. لكن عدداً قليلاً فقط من المانحين من القطاع الخاص من هذه المنطقة قد اتخذوا خطوات فعالة للتصدي لهذه القضايا. ولا يدعو هذا الأمر للدهشة بالنظر إلى الأهمية الاقتصادية للصادرات الهيدروكربونية.
ومع استعداد دبي لاستضافة مؤتمر الأطراف (COP28) في وقت لاحق من هذا العام وفي ظل تزايد الاهتمام بين المستثمرين المؤثرين بتمويل حلول الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية وغيرها من الحلول التكنولوجية، فإن تحولاً ملحوظاً يلوج في الأفق.
ولأول مرة خلال مؤتمر الأطراف، سيتم عقد منتدى للعمل الخيري والأعمال يمتد على مدى يومين، إلى جانب العديد من اللقاءات الأخرى ذات الصلة بالعمل الخيري، لا سيما منتدى بلوغ الميل الأخير وقمة ’ريوايرد‘ (RewirED Summit) التي تستضيفها دبي العطاء.
ونأمل أن يؤدي هذا التركيز على العمل الخيري -والدور الذي يمكن أن يلعبه في حماية المجتمعات من آثار تغير المناخ ومساعدة المتضررين بالفعل على التكيف - إلى التزامات كبيرة ومبادرات قابلة للتنفيذ من قبل المانحين في المنطقة.
فقد آن الأوان لأن ينهض قطاع العمل الخيري ويصبح جزءاً لا يتجزأ من الحل للتحدي الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي.
وخلال الأسابيع والأشهر المقبلة، سوف تتعمق ’زمن العطاء‘ في هذه القضايا وتسلط الضوء على المؤسسات الخيرية وروّاد العطاء والمحسنين المنخرطين بالفعل جهود مكافحة تغير المناخ، وتخوض في الحلول المبتكرة التي يمكن تطبيقها على الخطوط الأمامية في المعركة ضد تغير المناخ وتستكشف أسباب تقاعس المزيد من الأفراد عن المشاركة في هذه الجهود.