في ظل الحرارة الحارقة التي سجلها عام 2023، حصل هذا العام على لقب العام الأعلى حرارة على الإطلاق. مع ذلك، نحن نعلم أن ذلك لم يكن حدثاً منعزلاً، بل اتجاهاً مثيراً للقلق يدل على التأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ الذي يتسبب بعواقب مدمرة على الناس والمجتمعات والنظم البيئية في جميع أنحاء العالم.
ومع اقترابنا من منتصف العقد الحاسم للعمل المناخي، من الواضح أننا خرجنا عن المسار الصحيح لتحقيق الأهداف العالمية. مع ذلك، وفي خضم هذه التحديات، هناك تقدم غير مسبوق لا بد من البناء عليه خلال سعينا لتصحيح مسارنا. فرد الفعل العنيف الذي نشهده من صناعة الوقود الأحفوري وغيرها من الشركات ذات النفوذ ضد سياسات المناخ والمنظمات وقادة الخطوط الأمامية في هذا المجال هي، إلى حد ما، شهادة على التأثير الذي نحدثه.
لقد كثف مجتمعنا جهوده للتصدي لبعض هذه التحديات. فعلى سبيل المثال، قمنا بتطوير آليات الدفاع القانوني واستراتيجيات الاستمرارية لضمان أخذ المخاطر البيئية والاجتماعية في الاعتبار عند اتخاذ قرارات الاستثمار. علاوة على ذلك، قمنا بسرعة بالتصدي للمعلومات الخاطئة المتعلقة بالتأثير البيئي للسيارات الكهربائية.
مع ذلك، لا تزال هناك المزيد من الجهود التي لا بد لنا من القيام بها. فحتى في ظل السيناريو الأكثر تفاؤلاً، فإن فرص احتواء الانحباس الحراري العالمي بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية لا تزيد عن 14 بالمئة. وهذا يؤكد على الحاجة الماسة لأن يكثف قطاع العمل الخيري جهوده ويتعاون مع الآخرين لابتكار طرق جديدة لتسريع الحلول التحويلية في عام 2024.