لا يعد "العمل من أجل إحداث الأثر" مجرد شعار بل إنه السبيل الوحيد لإحراز أي تقدم حقيقي. فالعالم يدعو للعمل على نطاق عالمي ومن واجبنا كرواد عطاء العمل بحس من الاستعجال والتصميم من أجل التصدي للقضايا الملحة في عصرنا الحالي.
يمكننا معاً - من خلال التمسك بالرحمة والتفاني والابتكار - وهي القيم التي تعرّف روح العمل الخيري الإسلامي - أن نتبنى حلولاً عملية تساعدنا على رسم مستقبل أفضل لشبابنا ومجتمعاتنا.
وهناك الكثير من الإحصاءات القاتمة التي تشير إلى أن رفاه ملايين من البشر بات على المحك في ظل مكافحتهم للبقاء على قيد الحياة بينما يحلمون في التمتع بمستقبل مزدهر مثلنا تماماً.
ولذلك عندما نرى شباباً مستضعفين سواء في مجتمعاتنا أو في أجزاء أخرى من العالم، يصبح من واجبنا التكاتف معاً لحشد الموارد وتطوير الحلول من أجل تمكين هؤلاء الشباب ومساعدتهم على ضمان مستقبل أفضل.
من دون التعليم، يصبح من المستحيل التغلب على العديد من الأزمات الإنسانية التي تواجه عالمنا اليوم. فعدم توفر التعليم أو عدم إمكانية الحصول عليه لا يعد مأساة لهؤلاء الأفراد وعائلاتهم فقط بل هو أيضاً فرصة ضائعة لمجتمعنا العالمي للاستفادة من موهبة هذه العقول الشابة وإبداعاتها.
تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديات خطيرة، فهي تسجّل واحداً من أعلى معدلات البطالة بين الشباب دون سن 25 عاماً على مستوى العالم، كما أنها موطن لأكثر من 16 مليون لاجئ ونازح.
لا يمكننا تجاهل هذه الحقيقة من حولنا، ولكن في حال طبقت مبادئ العقيدة الإسلامية على نحو فعّال وبالشكل الصحيح، فسيؤدي ذلك إلى استدامة طويلة الأمد من شأنها أن تمنح (الناس) فرصة ثمينة للتمتع بالاستقلال المالي والاكتفاء الذاتي.