في ركن ريفي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فإن الموظفون بمدرسة قروية صغيرة في حالة من المعانة المزمنة. إذ الرواتب متأخرة والمواد التعليمية ناقصة وغير متوفرة. وفي الوقت نفسه، فإن مبنى المدرسة في حالة من الانهيار الفعلي، مما يوفر للطلاب الضئيل من الراحة في ظل ظروف قاسية وناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.
وترغب المدرسة في بناء فصول دراسية جديدة تتكيف بشكل أفضل مع المناخ المتغير. كما ترغب في تركيب خزانات مياه الأمطار والألواح الشمسية لتحسين الوصول إلى المياه، وخفض تكاليف الطاقة، وتحسين الوصول إلى طاقة موثوق بها. ولكن ليس هناك مال لكل هذه الرغبات.
ولن ينظر البنك المحلي في منح المدرسة قرضاً، وهذا بينما يصعب الحصول على الدعم الخارجي، حيث إن أقل من خمس المساعدات والأعمال الخيرية البالغة 19.8 مليار دولار أمريكي لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تستهدف القطاعات التي تركز على الأطفال (والتي تشكل المدارس أحد مكوناتها فقط).
وعملية إصلاح المباني المدرسية ليس بمجرد أمر سطحي. فإن دراسة حديثة للبنك الدولي وجدت بأن أكثر من 210 ملايين طفل قد فقدوا أيام تدريس في أبريل ومايو من هذا العام بسبب إغلاق المدارس المرتبط بالحرارة الشديدة.
وعلاوة على ذلك، فإن هناك الأطفال الذين لا يذهبون حتى إلى المدرسة. وتشهد أفريقيا جنوب الصحراء أعلى معدلات الاستبعاد من التعليم في العالم – حيث أكثر من 20 في المئة من الأطفال في سن التعليم الابتدائي وحوالي 60 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما غير ملتحقين بالمدارس.
ومن المتوقع أن يصل عجز ونقص التمويل في قطاع التعليم بأفريقيا إلى 5 مليارات دولار بحلول عام 2025. وإلى جانب التعليم، فإن احتياجات الأطفال الأخرى غير المجابة هي بلا شك مأساوية.
وتبلغ فجوة التمويل السنوية بين ما هو مطلوب لحل التحديات العالمية التي تواجه الأطفال – بدءا من أزمات المناخ والمياه والغذاء إلى الصراع والعنف وعدم المساواة – حوالي 4.2 تريليون دولار أمريكي.
ولا تستطيع المنح الحكومية والعمل الخيري حالياً – كما لا يمكنها في المستقبل – حتى البدء في سد هذه الفجوة. وإذا كنا جادين في تلبية احتياجات الأطفال، فإنه يجب علينا أن نحشد استثمارات كبيرة من القطاع الخاص.