عندما قام فريق من أخصائيي العيون بزيارة مدرسة الشهداء في حي مساكن الشهداء، أحد الأحياء الفقيرة في القاهرة الجديدة، لتقديم نظارات طبية للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل في النظر، لم يرد على خاطرهم بأن الخدمة التي أتوا لتقديمها كان لها أهمية أكبر بكثير من مجرد تصحيح نظر التلاميذ المعوزين. فبالنسبة للتلاميذ الذين اعتادوا أن يرهقوا أعينهم وهم يحاولون قراءة السبورة في الصف، فتحت هذه النظارات لهم الآفاق لكي لا يفوتهم شيء من الدراسة ويتعلموا بشكل أفضل وتتوفر لهم فرص أكثر بمستقبل باهر.
ويقول الدكتور محمد شلبي، المدير التنفيذي لمؤسسة مغربي الخيرية، التي تتخذ من القاهرة مقراً لها وتقف خلف المبادرة: "تعد النظارات واحدة من أكثر التدخلات الطبية فعالية وجدوى من ناحية الكلفة في مجال الرعاية الصحية. فبتكلفة لا تزيد عن 100 جنيه مصري (حوالي 6 دولارات) يمكنك أن تساعد طفلاً ليرى بشكل طبيعي".
ومنذ بدايات الألفية الثالثة، قدمت مؤسسة مغربي أكثر من 90,000 زوج من النظارات لأفقر المجتمعات المحلية في مصر. وفي ذات الوقت، تعمل المؤسسة على توعية هذه المجتمعات حول كيفية الحفاظ على صحة العيون، والتخلي عن الوصم الاجتماعي الذي يعيق أولئك الذين يعانون من مشاكل في النظر من طلب المساعدة.
يعطي شلبي مثالاً على هذا الوصم، فيقول: "قد تدرك فتاة أنها بحاجة لنظارات، لكنها لن تضعها على وجهها خوفاً من أن يسخر منها الناس في قريتها لأنهم غير معتادين على مشاهدة شخص يضع نظارات". ويضيف: "ليس هناك من جدوى من توزيع النظارات إذا كان المستفيدون سيتوقفون عن استخدامها خلال بضعة أشهر".